تخطى إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات المكتوبة بواسطة Sam Sam

تاريخ النشر: 2 مايو 2025

الحمد لله الذي جعل الأعياد مناسبات للفرح وشكر النعم، والصلاة والسلام على رسول الله الذي أرشدنا إلى إظهار السرور في أيام العيد. 
فرحة العيد: نعمة إلهية وسنة نبوية!
العيد فرحةٌ بنعمة الهداية، وإكمال شهر الصيام، وإتمام حج بيت الله الحرام، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} [البقرة: 185]. فهو مناسبةٌ لاجتماع المسلمين وتآلفهم وإحياء قيم الفرح والبهجة، كما قال النبي ﷺ: "قد أبدلَكُمُ اللَّهُ بِهما خيرًا منْهُما: يومَ الأضحى ويوم الفطر"، وأقر مظاهر الفرح المباحة، كالغناء المباح واللعب بالدفوف، كما في حديث عائشة: «دعهما يا أبا بكر، إن لكل قوم عيدًا، وهذا عيدنا» [رواه البخاري].
مشاهد الفرح في السيرة النبوية:
١- اللعب والغناء المباح: سمح النبي ﷺ للصبيان بالرقص والغناء المباح بالأشعار والقصائد الجميلة يوم العيد، قائلًا: «لِتَعْلَمَ يَهُودُ أَنَّ فِي دِينِنَا فُسْحَةً» [رواه أحمد].
٢- البشاشة والتبسم: كان النبي ﷺ دائم البشر، يُظهر الفرح ويحث على التفاؤل، مستعيذًا من الهم والحزن.

وقد يحاول البعض إطفاء بهجة العيد بالتركيز على مصائب الأمة وتحريم الفرح، متجاهلين هدي النبيﷺ الذي جمع بين الجدية في الدين والسماحة في الفرح. ولو كان الحزن وحده يُصلح الأمم، لكان أولى الناس به الأنبياء عليهم السلام، لكنهم -كما قال ابن القيم-: «كانوا أشد الناس فرحًا بنعم الله».

الأمل: سلاح المسلم في زمان اليأس:
اليأس آفة تُعطل الإنتاجية، وتقتل الروح، وتهلك الأمم، والأمة اليوم أحوج ما تكون إلى الأمل الذي يدفع للعمل، لا إلى التشاؤم الذي يُمرض القلب ويقتله.
فكما انتصر المسلمون في الخندق وفتحوا مكة بعد المحن والابتلاءات وكانوا متفائلين بنصر الله ، فإن النصر قادمٌ بأمر الله، لكنه يحتاج إلى صبر وعمل وتفاؤل ، لا إلى بكاءٍ جامد وتشاؤم وحزن .

أخيرًا فإنّ الفرح بالعيد ليس ترفًا وبطرًا، بل عبادةٌ وشكرٌ لنعم الله، واقتداء بالنبي ﷺ.
فلنحفظ لهذه الأيام بهجتها وفرحها، ولنوازن بين إدراك هموم الأمة وإحياء سنن الفرح، كما فعل النبي ﷺ الذي جمع بين الجهاد في سبيل الله والتبسم في وجوه المؤمنين.