Skip to main content

Blog entry by Sam Sam

Published Date: 14 March 2025

 
الصيام ركن أساسي في الإسلام، لا يكتمل الدين بدونه، فهو أيام يمتنع فيها العبد عن المفطرات من طلوع الفجر حتى غروب الشمس بنية خالصة للتقرب إلى الله تعالى.
وفي هذه العبادة العظيمة تتجلى معاني التذلل والطاعة، إذ يكون الصائم بين طاعة الله والابتعاد عن المعاصي، ويتعلم الصبر على شهوات النفس ورغباتها مما يجعل الصوم مدرسة تربوية وصحية واجتماعية في آن واحد.
فالالتزام بالصيام لا يقتصر على الامتناع عن الطعام والشراب فقط، بل يمتد إلى كسر الشهوة والحد من الشهوات الدنيوية، إضافة إلى تعزيز قيم الإحسان والتكافل مع المحتاجين والفقراء.
 
يتميز الصيام بخصوصيته عند الله تعالى، إذ ورد في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله ﷺ قال: «قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فهو لي وأنا أجزي به» -متفق عليه.
مما يدل على أنه من العبادات التي لا نظير لها في خصوصية أجرها ومقامها عند الله.
 
وقد وصف النبي ﷺ الصيام بأنه من أفضل الأعمال التي ينالها العبد، كما جاء في حديث أبي أمامة الباهلي: «عليك بالصيام فإنه لا مثل له» -رواه أحمد والنسائي وصححه الألباني.
 
ومن فضائل الصيام أنه يعد درعًا يُحصّن المسلم من شهوات الدنيا ومعاصيها، فهو جُنَّة يحمي صاحبه من الوقوع في المعاصي وفي الآخرة من نار العقاب، وذلك كما بيَّن حديث أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال «الصيام جُنَّة…» -رواه البخاري.
كما يجمع الصيام بين أنواع الصبر الثلاثة؛ صبر الطاعة، وصبر الامتناع عن المعصية، وصبر تحمل الصعاب، وهو ما يؤكد قوله تعالى: «إنما يُوَفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب» (الزمر: 10).
 
وإلى جانب ذلك، يُعد الصيام وسيلة لتكفير الذنوب والخطايا، إذ يحرص الإنسان على صيامه لترتقي نفسه عن فتِن الدنيا وآثامها، كما روى حذيفة -رضي الله عنه- بأن رسول الله ﷺ قال: «فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره، يكفّرها الصيام والصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» -رواه البخاري ومسلم.
كما يشفع الصيام لصاحبه يوم القيامة مع القرآن، فيقول الصيام: «رب إنّي منعتُه الطعام والشراب في النهار؛ فشفّعني فيه»، وفق حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما -رواه أحمد وصححه الألباني.
 
ويدخل الصائمون جنات النعيم من باب في الجنة؛ يسمى باب الريان، لا يُدخل منه إلا الصائمون، كما حكى سهل بن سعد -رضي الله عنه-: «في الجنة باب يُقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة» -رواه البخاري ومسلم.
وفي الوقت ذاته وُعِد الصائم بالمغفرة والثواب العظيم، كما جاءت في قول الله عز وجل «إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات… والصائمين والصائمات… أعَدَّ الله لهم مغفرة وأجرًا عظيمًا» (الأحزاب: 35).
 
ومن الأجور للصائم التي جاءت بها الأحاديث أيضًا أن للصائم فرحتين؛ فرحة عند إفطاره بعد زوال الجوع والعطش، وفرحة عند لقاء ربه، كما ذكر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه: «للصائم فرحتان يفرحهما…» -رواه البخاري ومسلم.
 
وفضلاً عن ذلك، يكون خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، حيث قال رسول الله ﷺ: «والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك» (رواه البخاري ومسلم). كما أن دعاء الصائم من الدعوات المستجابة، إذ روى عن أبي هريرة رضي الله عنه: «ثلاث دعوات مستجابات: دعوة الصائم، ودعوة المظلوم، ودعوة المسافر» (رواه البيهقي والطبراني وصححه الألباني).
 
ومن أجمل ما يفعله الصيام أنه يطهر القلب من وِحر الصدر والغل والحقد، فصيام شهر رمضان وثلاثة أيام من كل شهر يكفّان هذه الآفات، كما جاء في حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه: «صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن بوحَر الصدر» (رواه أحمد والبيهقي والبزار وصححه الألباني).
 
ولعل من أروع فضائل الصيام أنه إذا ختم به الإنسان يومًا ابتغاء وجه الله، فقد خُتم له ذلك اليوم بدخول الجنة، كما جاء في حديث حذيفة رضي الله عنه: «من صام يومًا ابتغاء وجه الله خُتم له بها دخل الجنة» -رواه أحمد وصححه الألباني.
ختامًا: هذه ومضات في فضائل الصوم فينبغي على المسلم أن يضرب فيه بسهم، حتى ينال بذلك الأجر!
نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم الاخلاص في صيام رمضان وقيامه وأن يجعلنا من المقبولين عنده، وأن يتقبل منا صالح الأعمال، إنه ولي ذلك والقادر عليه..