تخطى إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات المكتوبة بواسطة Sam Sam

تاريخ النشر: 23 مايو 2025

الدعاء لغةً: الطلب، وشرعًا: توجه العبد إلى ربه فيما يحتاجه لإصلاح دينه ودنياه. وهو من أعظم العبادات التي تربط القلب بخالقه، قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة: 186]. 
وقد وعد الله بالإجابة، وحذر من الاستكبار عن دعائه، فقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].

وقد حث النبي ﷺ على الدعاء، وجعله جوهر العبادة، فقال: «الدعاء هو العبادة» [رواه الترمذي]. وأكد أن الله يستحيي من عبده إن رفع يديه أن يردهما صفرًا.

آداب الدعاء:
• التأدب مع الله: كالحمد والثناء قبل الدعاء، والصلاة على النبي.
• تحري الأوقات الفاضلة: كالسجود، وأثناء الأذان، وفي الثلث الأخير من الليل.
• اليقين بالإجابة: مع الإلحاح وعدم الاستعجال، قال ﷺ :"لا يزال يُستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم" [رواه مسلم].

والدعاء من الأسباب التي قد تُغير القضاء وتدفع البلاء، قال النبي ﷺ: "لا يردُّ القضاء إلا الدعاء" [رواه الترمذي].
وذكر النبي ﷺ أن للدعاء ثلاث حالات مع البلاء: يدفعه، أو يخففه، أو يُثاب العبد عليه إن وقع.

الدعاء والتفاعل مع الأحداث:
1. الظواهر الطبيعية
كان النبي ﷺ يدعو عند الريح والمطر، فيقول: "اللهم إني أسألك خيرها، وأعوذ بك من شرها" [رواه مسلم]
2. الدعاء في الجهاد
كان الدعاء سلاحًا للنصر، كما في غزوات بدر وأحد، وقال ﷺ: "دعاء المقاتل لا يُرد" [رواه أبو داود].
3. الدعاء للمدعوين
الدعاء لهم: طلبًا لهدايتهم، كدعوته ﷺ لقبيلة دوس: "اللهم اهدِ دوسًا" [رواه البخاري].

ختامًا فإنّ الدعاء يجسد توحيد الربوبية، ويُظهر افتقار العبد إلى ربه، وقد أرشد ابن تيمية إلى أن من أُلهم الدعاء فقد أريد له الإجابة، فليحرص المؤمن على دوام اللجوء إلى الله، مع تحري الآداب، وتجنب الموانع كأكل الحرام، ليحظى بقبول الدعاء وتفريج الكربات بإذنه تعالى.