Salta al contenido principal

Entrada del blog por Sam Sam

Published Date: 13 de febrero de 2025

                                                                   (ملخص محاضرة للشيخ عبدالرزاق البدر)

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد، فإن العبادات في الإسلام ليست مجرد طقوسٍ شكلية، بل هي جوهرٌ يربط العبد بربه، ويُصلح أحواله في الدنيا والآخرة، فهي نورٌ للقلوب، وسكنٌ وطمأنينة للنفوس، وسبيلٌ لتحقيق السعادة والاستقرار.


العبادات في الإسلام تشمل كل ما يحبه الله من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، وهي الغاية التي خلق الله الإنسان لأجلها، كما قال تعالى: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ (الذاريات: 56). وقد أرسل الله الرسل جميعًا لتحقيق هذا الهدف، فأمرهم بدعوة الناس إلى توحيد الله وعبادته، واجتناب الطاغوت، ولا تقبل العبادة إلا بشرطين: الإخلاص لله تعالى، والمتابعة الكاملة لسنة النبي صلى الله عليه وسلم، فمن ابتغى بعمله غير وجه الله أو خالف هدي النبي بطل عمله، كما قال تعالى: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا﴾ (الفرقان: 23).

وقد بيَّن الله في كتابه العظيم الآثار العظيمة المترتبة على العبادات، فمن اتقى الله وأقام الصلاة وآتى الزكاة وصام رمضان وحج البيت، فتح الله له بركات السماء والأرض، وسدَّد خطاه، ويسَّر أموره، كما قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ (الطلاق: 2-3). والصلاة عمود الدين تنهى عن الفحشاء والمنكر، وتُطهِّر القلب من الأدران، بينما الزكاة تُنمي المال، وتُقوّي الروابط الاجتماعية بإغناء الفقير وسد حاجته.

أما الصوم، فهو مدرسةٌ للتقوى، يُضعف شهوات النفس، ويُذكر الغني بجوع الفقير، فيدفعه للتصدق والإحسان. وقد جعله النبي صلى الله عليه وسلم سبيلًا للعفة، فقال: «مَنِ اسْتَطَاعَ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فإنَّه أغَضُّ لِلْبَصَرِ، وأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ، فإنَّه له وِجَاءٌ» (رواه البخاري). وفي الحج تجتمع العبادة المالية والبدنية، ويتذكر المسلمون يوم القيامة، فيتعاونون على البر والتقوى، ويتطهرون من الذنوب، ليعودوا كيوم ولدتهم أمهاتهم.

وللعبادات أثرٌ عظيم في تهذيب الأخلاق، فمن حفظ الله في الرخاء حفظه الله في الشدة، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما: «احفظ الله يحفظك» (رواه الترمذي. وهي تُعين المسلم على تجاوز المصاعب، وتُحقِّق له الحياة الطيبة، كما قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً﴾ (النحل: 97).


فالعباداتُ في الإسلام ليست مجرد أداءٍ شكلي، بل هي سرُّ سعادة المسلم في الدنيا والآخرة، بها تُغفر الذنوب، وتُرفع الدرجات، ويُحقق العبد العبودية الخالصة لربه، فنسأل الله أن يوفقنا لعبادته على الوجه الذي يرضيه، وأن يتقبلها منا. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 


[ Modificado: jueves, 13 de febrero de 2025, 23:29 ]